الخميس، 31 مارس 2011

وعنـــدها ستُـــعذر ...




كانت الطفلة مع أبيها يمشيان على الشاطئ الرملي قرب بيتهما الساحلي ,
وكانت اثار العاصفة التي هبت ليلة البارحة واضحة جداً, الاف والاف من الحيوانات
نجم البحر منتشرة على الشاطئ الذهبي ... رمى بها الموج العاتي بعيداً عن المياه ..
والبعض منها ميت .. والبعض الاخر في رمقة الأخير .
أخذت الطفلة وبشكل جنوني بيدها الرقيقة إحدى نجمات البحر التي مازالت حية وأعادتها
إلى البحر , ثم أتجهت نحو الأخر ورمتها في البحر , وبقيت هكذا تعيد مأستطاعت إلى البحر
وهي تبكي , شفقة على مئات الالاف منها
بادرها أبيها قائلاً : ابنتي العزيزة ..لن تستطيعي فعل شيء ..أن أنقاذ بعضها (حتى لو
كانت بالعشرات ) لن يغير شيئاً من الواقع الاليم لهذه المأساة ..؟
استدارت البنت صوب أبيها وقالت بكل ثقه : قد لايعني للعالم شيئاً إنقاذي لهذه
النجمة المسكينة , ولكنها تعني للنجمة نفسها الشيء الكثير , أنها تعني العمر كله ,
والخلاص كله , والدنيا كلها ..

إن من الضروري أن تكون لدينا أولا همة للبداية بالإصلاح .. ويقين بأهمية تلك البداية
الصغيرة ... وثقة بأن البداية ستعني الكثير والكثير لبعضنا على الأقل ..

ولرب عمل بسيط ... صغير... لانهتم له .. ولانلقي له بالنا .. يرفعنا درجات عند الله ..
ويزحزحنا عن النار .. ويدخلنا الجنة ...

ولتكن نظرتنا للعمل كنظرة تلك الطفلة الصغيرة ,لا نظرة التشاؤمية واليائسة البائسة الضيقة للأمور..


*سئل أحد الفلاسفة : ماهي الشدائد التي تجعل الإنسان
يتذمر تحت وطأتها؟؟فأجاب: إنها مثل الألم الناجم عن ثقب
أذن الحسناء ..حيث تعلق الجواهر الثمينة مكان الجرح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اخر مواضيع الموقع

حياتي من كتاب ذكرياتي