الرجل طفل كبير : هذا المفهوم كنت أعتقد أنه من
قبيل الكلمات المرسلة و التى يستخدمها الناس بلا وعى فى مزاحهم ، و لكننى
وجدت إلحاحاً على معناه فى أكثر من دراسة و إستطلاع لرأى الرجال و النساء ،
و يبدو أن هناك شبه إتفاق على هذه الصفة فى الرجل ، فعلى الرغم من تميزه
الذكورى ، و استحقاقه غالباً و ليس دائماً للـ قوامة و رغبته فى الإقتران
من أكثر من امرأة ، إلا أنه يحمل فى داخله قلب طفل يهفو إلى من تدللـه و
تلاعبه ، بشرط ألا تصارحه أنه طفل ، لأنها لو صارحته فكأنها تكشف سره ، و
لذلك تقول إحدى النساء بأن من تستطيع أن تتعامل مع الأطفال بنجاح غالباً ما
تنجح فى التعامل مع الرجل . والمرأة الذكية هى القادرة على القيام بادوار
متعددة فى حياة الرجل ، فهى أحياناً أم ترعى طفولته الكامنة ، و أحياناً
أنثى توقظ فيه رجولته ، و أحياناً صديقة تشاركه همومه و أفكاره و طموحاته ،
و أحياناً إبنته تستثير فيه مشاعر أبوته .. و هكذا ، و كلما تعددت و تغيرت
أدوار المرأة فى مرونة وتجدد فإنها تسعد زوجها كأى طفل يسأم لعبة بسرعة و
يريد تجديداً دائماً ، أما إذا ثبتت الصورة و تقلصت أدوار المرأة فإن هذا
نذير بـ تحول إهتمامه نحو ما هو جذاب و مثير و جديد ( كأى طفل - مع
الإعتذار للـ زعماء من الرجال ) .
* الطمع الذكورى : هو إحدى صفات الرجل حيث يريد
دائماًَ المزيد و لا يقنع بما لديه خاصة فيما يخص المرأة و عطاءها ، فهو
يريد الجمال فى زوجته و يريد الذكاء و يريد الحنان و يريد الرعاية له
ولأولاده ، و يريد الحب و يريد منها كل شئ ، و مع هذا ربما بل كثيراً ما
تتطلع عينه و يهفو قلبه لأخرى أو أخريات ، و هذا الميل للإستزادة ربما يكون
مرتبطاً بصفة التعددية لدى الرجل ، و ربما تكون هاتان الصفتان ( الميل للـ
تعددية و الطمع الذكورى ) خادمتين للطبيعة الإنسانية و لإستمرار الحياه ،
فنظراً لتعرض الرجل لأخطار الحروب و أخطار السفر و العمل نجد دائماً و فى
كل المجتمعات زيادة فى نسبة النساء مقارنة بـ الرجال ، و هذا يستدعى فى بعض
الأحيان أن يعدد الرجل زوجاته أو يعدد علاقاته حسب قيم و تقاليد و أديان
مجتمعه و ذلك لتغطية الفائض فى أعداد النساء ، و المرأة الذكية هى التى
تستطيع سد نهم زوجها و ذلك بأن تكون متعة للـ حواس الخمس ( كما يجب أن يكون
هو أيضاً كذلك ) و هذه التعددية فى الإمتاع و الإستمتاع تعمل على ثبات و
إستقرار و أحادية العلاقة الزوجية لزوج لديه ميل فطرى للـ تعدد ، و لديه
قلب طفل يسعى لكل ما هو مثير و جديد و جذاب .
* الرجل يحب بعينيه غالباًُ ( و المرأة تحب بـ أذنها و قلبها غالباً ) :
و هذا لا يعنى تعطيل بقية الحواس و إنما نحن نعنى الحاسة الأكثر نشاطاً
لدى الرجل ، و هى حاسة النظر ، و هذا يستدعى إهتماماً من المرأة بما تقع
عليه عين زوجها فهو الرسالة الأكثر تأثيراً ( كما يستدعى من الرجل إهتماماً
بما تسمعه أذن زوجته و ما يشعر به قلبها تبعاً لذلك ) ،و ربما نستطيع فهم
ولع المرأة بـ الزينة على إختلاف أشكالها ، و قول الله تعالى عنها " أو من
ينشأ فى الحلية و هو فى الخصام " دليلاً على قوة جذب ما تراه عين الرجل على
قلبه و بقية كيانه النفسى ، ثم تأتى بقية الحواس كـ الأذن و الانف و
التذوق و اللمس لتكمل منظومة الإدراك لدى الرجل ، و لكن الشرارة الأولى
تبدأ من العين و لهذا خلق الله تعالى الأنثى و فى وجهها و جسدها مقاييس
عالية للـ جمال و التناسق تلذ به الأعين ، و لم يحرم الله إمرأة من مظهر
جمال يتوق إليه رجل .
* الرجل شديد الإنبهار بـ جمال المرأة و مظهرها :
وربما يشغله ذلك و لو إلى حين عن جوهرها و روحها و أخلاقها ، و هذا يجعله
يقع فى مشكلات كثيرة بسبب هذا الإنبهار و الإنجذاب بالشكل ، و هذا الإبهار و
الإنجذاب ليس قاصراً على البسطاء أو الصغار من الرجال و إنما يمتد ليشمل
أغلب الرجال على إرتفاع ثقافتهم و رجاحة عقلهم .
* الرجل صاحب الإرادة المنفذة و المرأة صاحبة الإرادة المحركة :
فكثيراً ما نرى المرأة تلعب دوراً اساسياً فى التدبير والتخطيط و التوجيه و
الإيحاء للـ رجل ، ثم يقوم الرجل بتحويل كل هذا إلى عمل تنفيذى و هو يعتقد
انه هو الذى قام بكل شئ .. خاصة إذا كانت المرأة ذكية و إكتفت بتحريك
إرادته دون أن تعلن ذلك أو تتفاخر به .
و فى علاقة الرجل بـ المرأة نجد فى أغلب الحالات المرأة هى التى تختار
الرجل الذى تحبه ، ثم تعطيه الإشارة و تفتح له الطريق و تسهل له المرور .. و
توهمه بأنه هو الذى أحبها و إختارها و قرر الزواج منها فى حين أنها هى
صاحبة القرار فى الحقيقة و حتى فى المجتمعات التقليدية مثل صعيد مصر أو
المجتمعات البدوية نجد أن المرأة رغم عدم ظهورها على السطح إلا أنها تقوم
غالباً بـ التخطيط و الإقتراح و التوجيه و التدبير ، ثم تترك لـ زوجها فرصة
الخروج أمام الناس ، و هو يبرم شاربه و يعلن قراراته و يفخر بذلك أمام
أقرانه من رؤساء العشائر و القبائل .
* بين الذكورة و الرجولة : ليس كل ذكر رجلاً ، فـ
الرجولة ليست مجرد تركيب تشريحى أو وظائف فسيولوجية ، و لكن الرجولة
مجموعة صفات تواتر الإتفاق عليها مثل القوة و العدل و الرحمة و المروءة و
الشهامة و الشجاعة و التضحية و الصدق و التسامح و العفو و الرعاية و
الإحتواء و القيادة و الحماية و المسئولية .
و قد نفتقد هذه الصفات الرجولية فى شخص ذكر و قد نجدها أو بعضها فى امرأة و
عندئذ نقول بأنها إمرأة كـ الرجال أو امرأة بـ ألف رجل لأنها إكتسبت صفات
الرجولة الحميدة و هذا لا يعنى أنها امرأة مسترجلة فهذا أمر آخر غير محمود
فى المرأة و هو أن تكتسب صفات الرجولة الشكلية دون جوهر الرجولة .
* الرجل يهتم بـ العموميات خاصة فيما يخص أمور الأسرة ( فى حين تهتم المرأة بالتفاصيل ) : فنجد
ان الرجل لا يحيط بكثير من تفاصيل إحتياجات الاولاد أو مشكلاتهم و إنما
يكتفى بـ معرفة عامة عن أحوالهم فى حين تعرف الأم كل تفاصيل ملابسهم و
دروسهم و مشكلاتهم .. و هذا الوضع ينقلب فى الحياه العامة حيث نجد الرجل
أكثر إهتماماً بـ تفاصيل شئون عمله و الشئون العامة ، أى أن الإهتمام هنا
إهتمام انتقائى ، و ربما يكون هذا كامناً خلف الذاكرة الإنتقائية لكل من
الرجل و المرأة ، تلك الظاهرة التى جعلت شهادة الرجل أمام القضاء ، تعدل
شهادة امرأتين و هذا ليس انتقاصاً من ذاكرة المراة ، و إنما يرجع لذاكرتها
الإنتقائية الموجهة بقوة داخل حياتها الشخصية و بيتها ، فى حين تتوجه ذاكرة
الرجل التفصيلية نحو الحياه العامة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق