الأربعاء، 23 فبراير 2011

يا صديقي لا لوم علي ولا عتب




يا صديقي لا لوم علي ولا عتب

فالحزن الساكن في قلبي

له ألف ألف سبب

تقول سودت الدنيا في عيني

مع انك تشقى فيها منذ القدم

منذ.. خيم الظلم في ارض العرب

منذ..أن روضنا الفارس الإرب

وعلمناه حلب الشجر و جلب الحطب

منذ..أن استحال شعاع الشمس رمحا

يضرب في قلب الكاتب حتى انفطر

ويرسم تيجانا للعهر وللغجر

ويعفو عمن ظلم

يعفو عمن ظلم !

منذ.. أن حطمنا الدمى في أيدي الأطفال

وأعطيناهم بدلا منها ألواح السحر والدجل

لا تضحك لا تلعب لا تفكر لا تقول

بل مت في صمت بل مت وكن صبور !

إياك أن تحاول فك القيود

لا تحاول أن تكون أو حتى لا تكون

فلقد كفيناك حر الهجير

وكفيناك شر الغيوم

يا صديقي الحزن والعرب وجهان

لعملة واحدة لم يصكها انس ولا جان

فإذا وجدت عربي فرحا

فهو إما كاذب وإما سجان

فكيف تعتب على حزني ؟!

وأنا الذي رضع الهم

وفطم عن الطلب

ففي أرضنا لا سؤال ولا عتب

في أرضنا قد تموت بلا سبب

قد يسقط اسمك سهوا

أو قد يسقط عمدا

لا فرق ولا فارق في النسب

فكلنا صرنا

عبيدا تحت الطلب

وأنا الذي علموني

أن تحت كل كلمة

عقربا يستعد للدغ

فصرت جبانا

وأنا الذي علموني

أن وراء النهر

جنيه

تخطف كل من

يطلب حرية

ورغم كل ذلك...

ورغم أن الطاعون

استشرى في البرية

إلا أني اصرخ فيكم

لقد وجدت جزيرة

اسمها ليس قضية

تخيلوا البلابل تصدح فيها

من غير إذن وبلا روية

تخيلوا الناس تضحك

بلا استئذان بلا خوف

وكأنهم أبطال مسرحية

تخيلوا وجدت جزيرة

يعيش فيها الإنسان

كما ولد إنسان بلا قيد

بلا سوط بلا خوف

يعيش حرية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اخر مواضيع الموقع

حياتي من كتاب ذكرياتي