الجمعة، 21 يناير 2011

من فضائل آية الكرسي


اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ***



لما ذكر الله تعالى تفضيل الأنبياء على بعض وبين أن الخلائق اختلفوا وتنازعوا بعدهم وتقاتلوا بسبب الدين...ذكر أن التفضيل بين الأنبياء لا يستدعى الصراع أو النزاع بين الأتباع فالرسل جميعا جاءوا بدعوة التوحيد فجاءت آية الكرسي تقرر معنى الوحدانية في أوضح سماته وفيها ماينبغي لله من أسماءه الحسنىوصفاته العليا
******************************************************************************************

اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ...نجد هنا النفي والإثبات النفي في لاَ إِلَهَ....والإثبات في إِلاَّ هُوَ ***والنفي تخلية والإثبات تحلية فالله سبحانه خلى نفسه من وجود الشريك له ثم أثبت لنا واحدنيته فمعنى ذلك أنه لا معبود بحق سوى الله....وهذا إخبار بأنه المتفرد بالألهية فتعطى معنى الوحدانية وينتج عنها الإتجاه إلى الله وحده بالعبودية والعبادة التي هي فعل كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال
*******************************************
الظاهرة...كالصلاة والصيام
والباطنة...كالتوكل والخوف والرجاء ولا يلتزم إلا بطاعة الله فتنشأ قاعدة إن الحكم إلا لله.
******************************************************************************************الْحَيُّ الْقَيُّومُ ***الحي: الذي لا يموت أبدا فهي ليست كحياة الخلائق الموهوبة لها من من الخالق وهو سبحانه له جميع معانى الحياة الكاملة من السمع والبصر والقدرة والأرادة وغيرها من الصفات الذاتية والتي لم يزل ولا يزال متصفا به

القيوم: تدخل فيه جميع الصفات الأفعال فهو سبحانه قام بذاته واستغنى عن جميع مخلوقاته فجميع الموجودات مفتقرة إليه وهو غني عنها ولا قوام لها بدونه ..وبذلك يلتزم الإنسان في حياته بالمنهج المرسوم القائم على الحكمة والتدبير ويستمد منه قيمه.....*****ومن كمال حياته وقيوميته أنه لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ******************************************************************************************لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ....السنة :النعاس..والنعاس ما كان من العين فإذا صار من في القلب صار نوما والإنسان قد يغالب النعاس ولا يستطيع مغالبة النوم لذلك ذكر في الآية السنة أولا ثم قال ولا نوم لإنه أقوى من السنة .فلا تأخذه سبحانه وتعالى نعاس ولا يغالبه ما هو أقوى من النعاس ***النوم فالله عزوجل لا ينام بالغلبة ولا بالأختيار.والإنسان ينام ولا يقف قلبه أو حركة التنفس أوالمعدة ...بل كل شئ يقوم بعمله برغم نومه ...والله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم يحفظ عباده وهذه عبودية تعز الأنسان .والسنة والنوم إنما يعرضان للمخلوق الذي يعتريه الضعف والعجز ولا يعرضان لذي العظمة والكبرياء ...فهو له مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
******************************************************************************************فهو لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ...أي الجميع عبيده وفي ملكه وتحت سلطانه وهذه تبين خلو يد الإنسان من ملكية أي شئ ...ورد هذه الملكية لصاحبها الذي لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ خلقا وملكا وتدبيرا ومن تمام ملكه أنه لا يشفع أحد إلا بإذنه فقال تعالى مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
******************************************************************************************
ومن تمام ملكه أنه لا يشفع أحد إلا بإذنه فقال تعالى مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
والشفاعة :التوسط للغير لجلب منفعة أو دفع مضرة فالعبد يقف في مفام العبد الخاشع لا يقدم على شفاعة إلا بإذن الله وهذا يوحي بالجلال والرهبة ويزيد في في هذا الأيحاء الأستفهام الإستنكاري من ذا الذي يشفع...؟ثم أخبر عن علمه الواسع المحيط وأنه يعلم ما بين أيدي الخلائق ..
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
******************************************************************************************م أخبر عن علمه الواسع المحيط وأنه يعلم ما بين أيدي الخلائق ..
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ***ما*** من صيغ العموم فهي شاملة لكل شئ سواء كان دقيق أم جليلا..يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ..الأمور المستقبلة التي لا نهاية لها .وَمَا خَلْفَهُمْ ...الأمور الماضية التي لا حد لها .وفي ذلك دليل على إحاطة علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها وهذه الحقيقة تعرف المسلم بإلهه وتجعل القلب مستسلما لله الذي يعرف ظاهر كل شئ و خافيه ولذلك قال وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ...
******************************************************************************************وهذه الحقيقة تعرف المسلم بإلهه وتجعل القلب مستسلما لله الذي يعرف ظاهر كل شئ و خافيه ولذلك قال وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ...كلمة شئ تعني أقل القليل ...فهم لا يطلعون على شئ من علم ذاته وصفاته إلا بما أطلعهم الله عليه أو أنه لا يطلع أحد من علم الله على شئ إلا بما علمه الله عز و جل وأطلعه عليه من الأمور:
الشرعية :وهي الأوامر والنواهي
والقدرية:الخاصة بالمشيئة الكونية وهي ما قدره الله في اللوح المحفوظ كالآجال والأرزاق وهو جزء يسير في علوم البارى كما قال أعلم الخلق به وهم الرسل والملائكة قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ******************************************************************************************وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ...نفهمها في إطار ليس كمثله شئ ...والصحيح أن الكرسي غير العرش والعرش أكبر منه ...الكرسي مخلوق من جملة المخلوقات ...الكرسي أكبر من السموات والأرض وأصغر من العرش...الكرسي موضع القدمين وفوق السماء السابعة وتحت الماء ...العرش أكبر المخلوقات وأثقل المخلوقات***سبحان الله زنة عرشه***وله حملة ومحاط بالملائكة ...والكرسي يستخدم عادة في معنى الملك فإذا وسع كرسيه السموات و الأرض فقد وسعهما سلطانه*****...فقد حفظ السموات و الأرض ومن فيها من العوالم فهو يحفظهما في توازن عجيب فهما قائمتان بقدرته إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا
وإذا أراد أن تزولا فلا يستطيع أحد أن يمسكهما ويمنعهما من الزوال ومع ذلك فهو سبحانه لا يثقله حفظهما ولذلك قال وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ...
******************************************************************************************فهو سبحانه لا يثقله حفظهما ولذلك قال وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا فلا يثقله حفظ السموات والأرض ومن فيهما ومن بينهما بل ذلك يسير لديه ويدل ذلك على القدرة الكاملة لله سبحانه وكمال عظمته ثم قال وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ...
******************************************************************************************ويدل ذلك على القدرة الكاملة لله سبحانه وكمال عظمته ثم قال وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ هذه خاتمة الصفات في هذه الآية وهي تبين تفرد الله بالعلو وتفرده بالعظمة
علو الذات :كونه فوف جميع المخلوقات مستويا على عرشه
علو القدر :إذ له صفات الكمال وفي كل صفة منتهاها من الكمال
علو القهر :إذ هو قاهر فوق عباده وقهر جميع المخلوقات
الْعَظِيمُ...الجامع لصفات العظمة والكبرياء الذي تحبه القلوب ...فله التعظيم الكامل في قلوب أنبيائه وملائكته وأصفيائه ...فعظمة كل شئ مضمحلة في جانب عظمة العلي العظيم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اخر مواضيع الموقع

حياتي من كتاب ذكرياتي