اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ***
لما ذكر الله تعالى تفضيل الأنبياء على بعض وبين أن الخلائق اختلفوا وتنازعوا بعدهم وتقاتلوا بسبب الدين...ذكر أن التفضيل بين الأنبياء لا يستدعى الصراع أو النزاع بين الأتباع فالرسل جميعا جاءوا بدعوة التوحيد فجاءت آية الكرسي تقرر معنى الوحدانية في أوضح سماته وفيها ماينبغي لله من أسماءه الحسنىوصفاته العليا
****************************************
اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ...نجد هنا النفي والإثبات النفي في لاَ إِلَهَ....والإثبات في إِلاَّ هُوَ ***والنفي تخلية والإثبات تحلية فالله سبحانه خلى نفسه من وجود الشريك له ثم أثبت لنا واحدنيته فمعنى ذلك أنه لا معبود بحق سوى الله....وهذا إخبار بأنه المتفرد بالألهية فتعطى معنى الوحدانية وينتج عنها الإتجاه إلى الله وحده بالعبودية والعبادة التي هي فعل كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال
****************************************
الظاهرة...كالصلاة والصيام
والباطنة...كالتوكل والخوف والرجاء ولا يلتزم إلا بطاعة الله فتنشأ قاعدة إن الحكم إلا لله.
****************************************
القيوم: تدخل فيه جميع الصفات الأفعال فهو سبحانه قام بذاته واستغنى عن جميع مخلوقاته فجميع الموجودات مفتقرة إليه وهو غني عنها ولا قوام لها بدونه ..وبذلك يلتزم الإنسان في حياته بالمنهج المرسوم القائم على الحكمة والتدبير ويستمد منه قيمه.....*****ومن كمال حياته وقيوميته أنه لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ****************************************
****************************************
****************************************
ومن تمام ملكه أنه لا يشفع أحد إلا بإذنه فقال تعالى مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
والشفاعة :التوسط للغير لجلب منفعة أو دفع مضرة فالعبد يقف في مفام العبد الخاشع لا يقدم على شفاعة إلا بإذن الله وهذا يوحي بالجلال والرهبة ويزيد في في هذا الأيحاء الأستفهام الإستنكاري من ذا الذي يشفع...؟ثم أخبر عن علمه الواسع المحيط وأنه يعلم ما بين أيدي الخلائق ..
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
****************************************
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ***ما*** من صيغ العموم فهي شاملة لكل شئ سواء كان دقيق أم جليلا..يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ..الأمور المستقبلة التي لا نهاية لها .وَمَا خَلْفَهُمْ ...الأمور الماضية التي لا حد لها .وفي ذلك دليل على إحاطة علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها وهذه الحقيقة تعرف المسلم بإلهه وتجعل القلب مستسلما لله الذي يعرف ظاهر كل شئ و خافيه ولذلك قال وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ...
****************************************
الشرعية :وهي الأوامر والنواهي
والقدرية:الخاصة بالمشيئة الكونية وهي ما قدره الله في اللوح المحفوظ كالآجال والأرزاق وهو جزء يسير في علوم البارى كما قال أعلم الخلق به وهم الرسل والملائكة قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ******************************
وإذا أراد أن تزولا فلا يستطيع أحد أن يمسكهما ويمنعهما من الزوال ومع ذلك فهو سبحانه لا يثقله حفظهما ولذلك قال وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ...
****************************************
****************************************
علو الذات :كونه فوف جميع المخلوقات مستويا على عرشه
علو القدر :إذ له صفات الكمال وفي كل صفة منتهاها من الكمال
علو القهر :إذ هو قاهر فوق عباده وقهر جميع المخلوقات
الْعَظِيمُ...الجامع لصفات العظمة والكبرياء الذي تحبه القلوب ...فله التعظيم الكامل في قلوب أنبيائه وملائكته وأصفيائه ...فعظمة كل شئ مضمحلة في جانب عظمة العلي العظيم
0 التعليقات:
إرسال تعليق