الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

عايزه اتجوز بس مش عايزه اقول :$ !!

 
على غير العادة رأيتها منهمكة فى قراءة كتاب منذ عدة أيام تحاول جاهدة إخفاء ملامحه بداخل حقيبتها الضخمة ، بعد أن تنازلت مؤقتاً عن كميات الفشر المحكمة الصنع والتى تتفنن فى قصها على زميلاتنا من المتزوجات عن مجموعة العرسان اللقطة التى تتناوب يوميا على بيتها ويعودوا مقهورين من حيث أتوا دون جدوى فى تحقيق أمانيهم الملحة فى الإرتباط بها ..

وذلك حتى تقنعهن بما عجزت هي عن تحقيقه .

هي زميلتى فى العمل الأنسة سوسو .. بريق عينيها , ابتساماتها الحنونة وإحتضانها للكتاب وكأنه طفلها الرضيع الذى عثرت عليه بعد تعرضه مسبقاً لعملية إختطاف آثم مما جعلنى أصر على تتبع السبب ، وكنت الكائن الوحيد حينها المسموح لى بالكشف عن معالم هذا السر الخطير حيث أننا مشتركين فى طبيعة الحالة الإجتماعية المدونة فى البطاقة الشخصية .


وكانت ( عايزة أتجوز ) هى كلمة السر التى أرضيت فضولي فهو المعنى الكامن بداخل كل فتاة شرقية ليس بدافع التفاهة أو إرضاءً لرغبات غير سوية ، إنما هى تطبيقاً لطقوس مجتمع رسخ فى أذهانهن منذ الطفولة أن الزواج هو الغاية المنتظرة وإذا تحققت فبذلك تكون قد أنجزت كل مهمتها فى هذه الحياة مهما بلغت مكانتها العلمية .


من تنادى خفية قائلة عايزة أتجوز ليس لديها بديل آخر عن قناعة شخصية بذلك خاصة فى أقاليم مصر حيث التمسك بالتقاليد الحميدة تبحث عن الحب الذى لن تمنحه لها صديقة تخفى أكثر مما تظهر أو شاب على الفيس بوك يرغب فى تغيير الاستاتيوس من singel إلى in relationship .

لن تستطيع أن تمحو من ذاكرتها أفلام شادية وكمال الشناوى التى دائماً ما تنتهى بمشهد الزفة باعتباره قاعدة واجبة التطبيق .

برايد هى الفتاة التى تتبعنا مغامراتها على الورق حتى تتزوج وأطلقنا العنان لخيالنا لنتصور المشاهد التى ترويها ثم جاء مسلسل يحمل اسم الكتاب نفسه قام بوضع حدود ممثلة فى مشاهد مصورة وأداء تمثيلى مفروض علينا فكان التحول صادم

كشأن أى عمل أدبى ينتقل من الورق إلى الشاشة ، خاصة و إن كان الأداء لم يتفق مع فكر الكاتبة ومقصدها الحقيقى حيث أخذت هند صبرى تردد الحوار الداخلى للسارد (برايد) أمام الشاشة لتحدث به الجمهور بالإضافة للصراخ والحركات التمثيلية المفتعلة مما أدى لتشويه العمل .

بالرغم من أن تناول قضية تأخر الزواج ليست حديثة النشأة أثار المسلسل جدلا كبير بين متابعيه واعتراض من الفتيات أنفسهن على الصورة التى نقله فكلنا نتذكر أدوار زينات صدقى فى الأفلام الأبيض والأسود قديما والتى تناولت نفس المضمون ولم يثار كل هذا الجدل حينها

وهذا مؤشر على وجود مشكلة حقيقية لدينا الآن ، حتى وإن أنكرت الفتيات في ادعاء باطل

أن هذا المسلسل غير واقعى أو أنا مش عايزة أتجوز.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اخر مواضيع الموقع

حياتي من كتاب ذكرياتي