أن تنسي شخصا أحببته
لسنوات , لا يعني أنك محوته من ذاكرتك . أنت فقط غيرت مكانه
في الذاكرة . ما عاد في واجهة ذاكرتك حاضرا كل
يوم بتفاصيله . ما عاد ذاكرتك كل حين .
غدا ذاكرتك أحيانا . الأمر يتطلب أن يشغل آخر
مكانه و يدفع بوجوده الى الخلف في ترتيب الذكريات.
ذلك ان الذكريات لا تموت . هي تتحرك فينا ,
تخبو كي تنجو في محاولة قتلنا لها . ثم في
أول فرصة تعود و تطفو على واجهة قلبنا . فنحتفي
بها كضيف افتقدناه منذ زمن بعيد و مر
يسلم علينا و يواصل طريقه .
الذكريات عابر سبيل . لا يمكن استبقاؤها مهما
أغريناها بالاقامة بيننا هي تمضي مثلما جاءت.
لا ذكريات تمكث . لا ذكريات تتحول حين تزورنا
الى حياة . من هنا سر احتفائنا بها . و ألمنا
حين تغادرنا . انها ما نجا من حياة سابقة.
ليس بامكان أحد الادعاء أنه من يتحكم في
ذكرياته , و لا هو يحتاج أن يبحث عنها في الزوايا
خلف عنكبوت الزمن . هي التي تتحكم فيه ... و هي
التي تبحث عنه حين تشاء......
0 التعليقات:
إرسال تعليق